هذا الكتاب كاسمه الصحيح المختار، فهو ضالة الناشد، وبغية الطالب، الذي يريد أن يعرف السنة الصحيحة التي تلقاها الثقات عن الثقات إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
فهو محتوى على أكثر من 3000 آلاف حديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأمير المؤمنين علي عليه السلام، من طريق أهل البيت عليهم السلام، مما صحت طريقه، وسلمت أسانيده، أو مما أرسله الثقات الأثبات من الأئمة الأعلام عليهم السلام، الذين هم قرناء القرآن، وعدل الكتاب، وهم الثقل الأصغر، المعنيون بحديث الثقلين، وهم حملة الكتاب والسنة، وهم رواة العلم ورعاته، فهذا الكتاب العظيم عصارة الصحيح من روايات أئمة العترة، في كتبهم الحديثية.
فقد اعتمد على الكتب المعتمدة لدى الزيدية كمجموع الإمام زيد بن علي عليه السلام.
وأمالي حفيده الإمام أحمد بن عيسى عليهما السلام، وأمالي الإمام أبي طالب يحيى بن الحسين الهاروني، وأمالي الإمام المرشد بالله يحيى بن الحسين الشجري الجرجاني.
ومناقب محمد بن سليمان الكوفي، وغيرها.
وما رواه الأئمة في غضون مؤلفاتهم الفقهية كالروايات التي في كتابي الأحكام والمنتخب للإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين عليه السلام.
وما رواه السيد أبو عبدالله العلوي في كتاب الجامع الكافي.
وما رواه الإمام المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني عليه السلام في كتاب شرح التجريد.
وغيرها من أمهات الكتب الحديثية والفقهية المعتمدة عند الزيدية.
فقد انتقى المصنف رحمه الله الروايات من طرق وأسانيد رجال الزيدية فقط، ليكون رداً على من يقول بأن الزيدية عالة على المخالفين من خصومهم في رواياتهم.
فلم يذكر أي رواية في سندها أحد من المخالفين أو كفار التأويل أو فساقه.
ومن خلاله تعرف تمكن أهل البيت عليهم السلام في علم الحديث، وأنهم هم أهل الحديث، وأن غيرهم لا يصل إليهم ولا يقاربهم في شروطهم وتحريهم وورعهم وخبرتهم وقوة استدلالاتهم.
وكما أن موضوعه الروايات الحديثية فقد ذكر فيه مصنفه فقهاً كثيراً عن أئمة أهل البيت المتقدمين عليهم السلام.
وقد رتبه مؤلفه على حسب ترتيب أبواب الفقه المعروفة في الكتب الفقهية، ابتداء من كتاب الطهارة وانتهاء بكتاب السير، اشتملت عليها الثلاثة الأجزاء الأولى، وأضاف إليها جزءً رابعا في مناقب أهل البيت عليهم السلام وفضائلهم، وفي محاسن الأخلاق، ومحمود الشمائل والخلال.
فقد قرب مؤلفه فيه البعيد، وسهل فيه الوعر الشديد، فجزاه الله خير الجزاء.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد رسول الله المصطفى وعلى أهل بيته الطاهرين.